برامج رئيس الجامعة
منذ استقلالها عن جامعة الرازي في عام ١٩٩٢، وخاصة منذ عام ١٩٩٤، شهدت جامعة كردستان مسارًا متسارعًا من التطور. كان هذا التوسع ملحوظًا في المؤشرات الكمية، مثل عدد التخصصات والمراحل الدراسية، وأعضاء هيئة التدريس، والطلاب، والمساحات المادية. ومما لا شك فيه أن هذا التقدم مدين لجهود الرؤساء والمديرين السابقين؛ ومع ذلك، فقد لعبت السياسات الكلية لوزارة العلوم دورًا أساسيًا في هذا الصدد.
إلا أن إحدى سمات النمو السريع هي التنمية غير المتوازنة. فعلى الرغم من توسع الجامعة في جوانب مثل البرامج الأكاديمية وأعداد الأساتذة، إلا أنها لم تشهد تطورًا كافيًا في مجالات أخرى حيوية مثل التجهيزات البحثية والتعليمية، والهيكل التنظيمي، والبنى التحتية التكنولوجية، مما أوجد بعض أوجه القصور مقارنة بالجامعات النظيرة. لذا، واستنادًا إلى الإمكانات المتاحة، ولا سيما الكوادر البشرية، من الضروري السعي نحو تحقيق تنمية متوازنة في مختلف الأبعاد التعليمية والبحثية للارتقاء بمؤشرات الأداء الرئيسية للجامعة إلى المستوى المنشود.
الجامعة هي بيئة مثالية لتنشئة الأفراد وصقل مواهبهم وتنمية قدراتهم (كالألماس الثمين) وتقديمهم للمجتمع. إن تعدد الأهداف التعليمية والبحثية والخدمية، والتي قد تكون متباينة أو حتى متناقضة أحيانًا، إلى جانب وجود أساتذة متميزين وطلاب نجباء، يزيد من تعقيد النظام الجامعي وعملية التخطيط له.
لتحقيق جامعة مثالية، يجب الاهتمام بمكونات متعددة. فالتركيز فقط على البيروقراطية يؤدي إلى هيكل هرمي من الأعلى إلى الأسفل لا ينسجم مع الروح الأكاديمية. ورغم أن النظام والرقابة ضروريان في أي منظومة، إلا أن هناك حاجة إلى مكونات أخرى. يجب احترام مشاركة الأساتذة وآرائهم، وإيجاد سبل لمشاركة جماعية ممنهجة. ومن الإجراءات الواضحة في هذا الصدد، زيادة الاعتماد على المسؤولين المنتخبين بدلاً من المعينين في مختلف المناصب. كما أن تعزيز دور المجالس وأنظمة الرقابة المهنية إلى جانب أنظمة الرقابة الهيكلية يحظى بأهمية كبيرة. بالإضافة إلى البيروقراطية والمشاركة، يجب الاهتمام بالبُعد السياسي — ليس بمعنى التحزب، بل بمعنى خلق ثقافة من التنافس المنضبط والمحكوم بالقواعد بين مختلف المجموعات — بهدف توفير بيئة صحية وزيادة الحوافز والحيوية في الجامعة.
بشكل عام، يجب على الجامعة أن تسعى إلى تحقيق توازن منطقي بين مكونات البيروقراطية، والمشاركة، والتنافس المُنظم، وحتى قدر من الحرية الأكاديمية (تحت مفهوم "الفوضى المنظمة أو الخاضعة للرقابة"). مثل هذا التوازن، القائم على الإيمان بالحكمة الجماعية، يمنع فرض الآراء الشخصية ووجهات النظر الضيقة. ومن خلال توفير بيئة هادئة وخالية من التوترات، فإنه يمهد الطريق للاستفادة الكاملة من جميع إمكانات الجامعة.
بطبيعة الحال، يتم اختيار رئيس الجامعة بناءً على آراء أعضاء هيئة التدريس، وهو يُعتبر إلى حد ما قائدًا للجامعة وموجهًا لها. ومع ذلك، هناك حدود مرسومة لتوجه الجامعات. ففي إيران، نظرًا للهيكل الحكومي وتمويل ميزانيات الجامعات بشكل أساسي من قبل الدولة، فإن الجامعات ملزمة بالامتثال لمجموعة من القواعد واللوائح الحكومية. وبالتالي، فإن رؤساء الجامعات يُعتبرون أيضًا ممثلين للوزارة. ومن الناحية العملية، يعمل رئيس الجامعة كحلقة وصل بين الوزارة والوحدات الداخلية للجامعة.
بناءً على هذه المقدمة، يتم عرض الخطوط العريضة للبرامج المقترحة لإدارة جامعة كردستان في مختلف المجالات، بما في ذلك التخطيط والإدارة، والهيكل التنظيمي، والشؤون التعليمية، والبحثية، والثقافية، والعمرانية، على النحو التالي.
التخطيط والإدارة
تتمثل الخطوة الأولى في صياغة وثيقة استراتيجية للجامعة بأفق يمتد لخطتين خمسيتين على الأقل. عند إعداد هذه الوثيقة، من الضروري مراعاة الوثائق التوجيهية العليا، مثل سياسات وزارة العلوم والخطة المكانية للتعليم العالي في المحافظة، بالإضافة إلى أخذ الإمكانات والاحتياجات والخصائص الإقليمية في الحسبان. ونظرًا لأهمية هذه الخطة، فإن الدقة في صياغتها تكتسي أهمية رئيسية.
-
صياغة الخطة التشغيلية السنوية وإقرارها.
-
التحسين المستمر للعمليات الإدارية وزيادة الإنتاجية.
-
تعزيز الجدارة والإبداع وزيادة المشاركة.
-
بناء قدرات الموارد البشرية وتمكينها.
-
إرساء آليات انتخابية في تعيين المديرين، لا سيما على مستوى عمداء الكليات ورؤساء الأقسام، مع مراعاة مدى التزامهم بخطط الجامعة التنموية.
-
تفويض السلطات وتطبيق اللامركزية، مع التركيز على تعزيز دور وأهمية الكليات والأقسام الأكاديمية في عمليات صنع القرار ووضع السياسات بالجامعة.
-
توظيف التقنيات الحديثة لإنشاء نظام معلومات متكامل للإدارة المالية والإدارية.
الهيكل والتنظيم
- مراجعة الهيكل التنظيمي للجامعة وإقرار تشكيل جديد يواكب تطورها الكمي والنوعي.
- توفير وتأهيل الكوادر البشرية الكفؤة بما يتناسب مع التشكيل الجديد.
- إصلاح الثقافة التنظيمية والأنظمة الحالية في الجامعة، وترسيخ أخلاقيات المهنة في مختلف الفئات الوظيفية.
- مراجعة اللوائح الداخلية للجامعة بهدف تنسيق الإجراءات وتبسيطها.
- تعزيز وحدة الميزانية والتنظيم بالجامعة وإعادة تحديد مهامها.
- تقوية أقسام تقييم ومراقبة أداء مختلف وحدات الجامعة، وتحديد آليات للتصحيح الذاتي.
المالية والاقتصادية
- التطبيق الكامل لنظام المحاسبة على أساس الاستحقاق.
- مراجعة أسلوب توزيع مخصصات الجامعة بما يتناسب مع أداء كل وحدة.
- إرساء الانضباط المالي وتعزيز الشفافية في النظام المالي للجامعة.
- تمهيد الطريق لزيادة الإيرادات المستدامة.
- زيادة الإيرادات المخصصة من خلال تطوير الحرم الجامعي، واستقطاب الطلاب الدوليين، وزيادة حصة البحوث التطبيقية.
- تأسيس وقف خيري لدعم الجامعة.
التعليمية
- مراجعة وتعزيز التخصصات الحالية من خلال تطوير الإمكانيات والمعدات التعليمية والمختبرية والورش.
- مراعاة الآراء التخصصية للأقسام الأكاديمية في عملية استقطاب أعضاء هيئة التدريس بهدف الارتقاء الكمي والنوعي بالتعليم.
- استحداث تخصصات جديدة مع الأخذ في الاعتبار معايير مثل الاحتياجات الإقليمية، والتقنيات الحديثة، والتوجهات البينية.
- إقامة علاقات مع المراكز العلمية المرموقة على الصعيدين الوطني والدولي بهدف تبادل الأساتذة والطلاب.
- إطلاق برامج دكتوراه مشتركة مع جامعات معتمدة.
- توسيع نطاق استخدام التقنيات الحديثة، مثل التعليم الافتراضي والمواقع الإلكترونية المخصصة للمقررات والأساتذة.
- تدريب وتشجيع الأساتذة على استخدام أساليب تدريس فعالة، مثل أساليب حل المشكلات الجماعية وورش العمل التخصصية.
البحثية
- الارتقاء بمكانة الجامعة على مستوى المحافظة والمنطقة باعتبارها الجامعة الأم، من خلال زيادة الأنشطة البحثية وتقديم الخدمات الاستشارية المتعلقة بتلبية احتياجات المحافظة والبلاد.
- إنشاء وتوسيع العلاقات مع المراكز العلمية والبحثية المرموقة داخل البلاد وخارجها.
- التخطيط واتخاذ الترتيبات اللازمة لتأسيس الشركات القائمة على المعرفة.
- توفير السبل لمشاركة أعضاء هيئة التدريس في المؤتمرات والاستفادة من الإجازات التفرغية العلمية.
- تنظيم المؤتمرات العلمية على الصعيدين الوطني والدولي.
- إصدار مجلات علمية وبحثية جديدة.
- تعزيز مكتب الارتباط بالصناعة وتوطيد التعاون بين الجامعة والقطاع الصناعي.
- تقوية برامج التدريب العملي وتوجيه مشاريع الطلاب من خلال إبرام مذكرات تفاهم للتعاون بين الجامعة والصناعة.
الثقافية
- تشجيع الأساتذة والطلاب على المشاركة في الأنشطة التطوعية الجماعية والثقافية والاجتماعية.
- توسيع مساحة النقد والحوار البنّاء داخل الجامعة.
- تطوير منتديات الفكر الحر.
- الارتقاء بالمستوى الثقافي للطلاب والأساتذة عبر تنفيذ برامج مثل:
- إعداد وتنفيذ برامج ثقافية ودينية، كالأنشطة المتعلقة بالقرآن الكريم والأخلاق والمناسبات الوطنية والدينية.
- دعم تشكيل المجالس النقابية للأساتذة والموظفين والطلاب، وتفويضهم جزءًا من الرقابة غير الهيكلية.
- زيادة عدد المراكز الثقافية والفنية والاجتماعية.
- دعم التنظيمات والمطبوعات الطلابية.
العمرانية
- استكمال المشاريع العمرانية غير المنجزة.
- مراجعة المخطط الرئيسي الشامل للتطوير المادي للجامعة.
- التخطيط لتوفير المساحات المادية، لا سيما توسعة المرافق التعليمية (المختبرات والورش) والثقافية، بما يتماشى مع خطة تطوير الجامعة.
- إعداد وتنفيذ برنامج شامل لصيانة وإصلاح مباني الجامعة ومنشآتها ومعداتها.
شؤون الطلاب
- إسناد خدمات رعاية الطلاب إلى جهات خارجية وإنشاء هيكل للرقابة المستمرة.
- توفير مساحات ثقافية وترفيهية لشغل أوقات الفراغ في بيئة السكن الجامعي.
- تمهيد السبل لمشاركة القطاع الخاص في إنشاء وحدات السكن الطلابي.
- توسيع المرافق الرياضية لتعزيز المشاركة الرياضية العامة بين الطلاب.